الأخبار
سياسة: الكرملين يرجح إمكانية عقد لقاء جديد بين بوتين وبايدن قبل نهاية العام قاضي التحقيق بانفجار مرفأ بيروت يجدد طلب استدعاء وزيرين سابقين أحدهما حليف لـ"حزب الله" لافروف: الوضع في أفغانستان ليس مستقرا لكن لا بديل لتوزان القوى الحالي في المستقبل المنظور الخارجية السورية: سورية ستواصل مكافحة الإرهاب على أراضيها ارتقاء 14 شهيداً في تفجير إرهابي بحافلة مبيت عسكري عند جسر الرئيس بدمشق اقتصاد: رئيس الوزراء البولندي: أوروبا على شفا أزمة طاقة كبيرة روسيا ثاني أكبر موردي النفط إلى الصين وزير النفط العراقي يكشف عن توقعاته لسعر برميل النفط في 2022 لبنان.. ارتفاع أسعار المحروقات بشكل جنوني تراجع النفط مع جهود الصين لاحتواء أزمة الفحم محليات: مذكرة تفاهم لإنشاء مركز وطني في بحوث الأرصاد الجوية وفيزياء الجو والفضاء القبض على مروجي مخدرات بريف دمشق وزير الداخلية: سنلاحق الإرهابيين الذين أقدموا على جريمة تفجير المبيت أينما كانوا الحرارة أدنى من معدلاتها والجو بين الصحو والغائم جزئياً بشكل عام ارتفاع طفيف لمؤشرات خطورة انتشار الحرائق في غابات شمال غرب سورية منوع: مستخدمو الإنترنت يعثرون على "جزيرة غامضة" وسط المحيط في خرائط "غوغل" منافس جديد لسيارات كيا وهيونداي يغزو الأسواق قريبا موقع ذا فيرج: فيسبوك تعتزم تغيير اسمها وجبة خفيفة يمكن أن تخفض ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول صلاح يحطم رقما تاريخيا في دوري الأبطال






Advertisement




استطلاع للرأي

 لايوجد حالياً عمليات استبيان للرأي

الاستفتاءات


 الرئيسية أقلامنا 

دمى الوطن!!..

السبت, 1 أيلول, 2018


شارفت الحرب على الإنتهاء، لكن من حصدتهم قد ذهبوا أدراج الرياح!! وإن الأرض لتتصدع من شديد آلامهم وهول أتراح ذويهم..

في هذه الحياة ولا سيما خلال هذه الحرب ظهرت دمى كثيرة ليست كائنات إنسانية بل هم أجناد الشر ومعدنه الصافي!

لقد جعلونا والشهداء وأهليهم من قبلنا، نتيه في سراديبهم العفنة المظلمة الفاسدة، دون أن نلاحظ أن عفنهم قد ارتبط مع دنس القتلة ارتباطاً وثيقاً، فحجبوا عنا رؤية السعادة، ومنعونا من الغوص في أعماق النفس الإنسانية المتألمة!

لقد قتلوا الجمال وصاغوه صياغة سوداء مرعبة، ذلك أن عبقريتهم الشريرة نبع لا ينضب أبداً، ونحن نعلم كل تفاصيل قتامة أرواحهم التائهة في جحيم حب الذات، لأننا أصدق نظرة منهم، فهم شخوص مرضى ولدوا كذلك ويعيشون ذلك وسيموتون وهم مرضى، إنهم معروفون لنا، مألوفون عندنا، على نحو سري عجيب!

إنهم يُظهرون سوء داخلهم إلى العلن، في حين أننا نكتب عنهم في ظلمات النفس واللاشعور، لأننا لسنا على عفنهم ولن نكون..

إنهم عالمنا الداخلي الظاهر، أما عالمنا الخارجي الذي نريد فيبقى مختبئ في أبعد الأغوار بأعماقنا، غامضاً وكأننا في حلم! وهذا هو التوصيف الصحيح والحقيقي لما يجري لنا ومن حولنا..

إنهم عناوين أُلصقوا بنا لأننا مخلوقات ضعيفة، وصمتنا الغبي هو سبب سلوكهم المتردي تجاهنا، وتصفيقنا لهم يبرر أقوالهم المتدفقة من تلقاء نفسها بما يشبه الوساوس لأنهم بأجسام بشرية ولكنها حقيقة ليست إلا فكراً شريراً يحيط بنا، وكل من أدرك ذلك سيعاني سريعاً من الصدمة والذهول والضياع! أوليس هذا فعلاً ما يحصل معنا الآن؟

إنني شخصياً لا أرى فيهم إلا الصراع الدنيء الذي يمثلونه بغير أجساد وبلا تعب.. إننا الآن ومع اقتراب الحرب من نهايتها نعاني الموت أحياء ومتصلون بالوجه الآخر من هذا العالم الرديء الذي نعيش فيه، ولذلك نفهم ما لا سبيل لفهمه، ثم نعود إلى أرض واقعنا الكئيب بعد هذا التشنج العظيم مبهورين مفؤودين..

هذه القدرة على التحليق فوق الظرف الإنساني الراهن، ثواني أو دقائق، تتيح لنا التأكد من وجود منطقة وسيطة لا هي الواقع ولا هي الحلم، ذلك أننا على مشارف الجنون وازدواجية الشخصية! فالشقاء هو التلاشي والشهداء قد تلاشوا جسداً وروحاً، وصنيعهم العظيم هو المرآة التي تعكس نظراتهم الحزينة المصدومة من استهزاء تلك الدمى بدمائهم وبذويهم.. مرآة تعكس نظرتهم للحياة والوجود في هذه المرحلة الصعبة من أيامنا التي باتت بلا قيمة لأننا نحمل في مزاجنا التناقض بين فكر قوي جبار، وبين حساسية مفرطة، وأعصاب مهتزة، وصحة مهددة، وروح مرهقة..

نحن في منفى اختياري، ونعيش حياة مزروعة بالمكائد ما يجعلنا نصل إلى نهاية حياتنا ولمّا نزل شباباً قادرون على العمل والعطاء، لأنهم أذاقونا طعم اليأس المرير والفشل الذريع..

إن الطاقة الجبارة التي لدينا هي الشفقة وهي الرحمة التي تكشف عن أنبل ما في القلب، والذي هو أعمق من جميع أعماق الشر الذي بداخلهم، ونحن نجد هذه الطاقة لدى كل منا، أما هم فلا يجدون إلا الشر المستطير الناجم عن مناصبهم التي استذلوا بها الفقراء والشهداء وأهلهم..

نحن ننظر إلى الوطن فيعترينا تجاهه حب لا حدود له، وندرك في قرارة أنفسنا وحرارة عقولنا أن حبنا تجاه وطننا إنما تداخله الشفقة والرحمة، ومن هنا جاءت لدينا هذه الطاقة الجبارة التي استطاعت دفعنا منذ سبع سنوات لحماية تراب الوطن والذود عنه بدمائنا وبأرواحنا وبأغلى ما نملك على هذه الأرض الطيبة المكلومة المليئة بجراح الخنادق والقصص الأليمة الحزينة عن أناس فارقوا أحبابهم في غفلة من هذا الزمن القاسي الذي لا تشوبه الرحمة إطلاقاً.

بالإمكان علاج جراح الأرض، لكن جراح النفس باقية ما بقي الليل والنهار.ولا يمكن لأحد على وجه البسيطة أن يوضح للشهداء الأنبياء سبب هذه التصرفات اللاأخلاقية تجاه ذويهم، أو أن يشرح لهم سبب استهزاء ثلة من أصحاب المناصب والجيوب المنتفخة، بدمائهم وبتضحياتهم من أجل الوطن!!

إن كل ما جرى في سوريا نؤمن بأنه مخطط خارجي استهدف البلد وجيشه المغوار، لكننا لا نجد تفسيراً للعمل الممنهج المسيء لأولئك القديسين الأبرار؟!

سنبقى على حبنا للوطن، وسندافع عنه ما حيينا، لكننا يا أصحاب عفن الأنفس لن ننظر إليكم إلا على أنكم طاعون خطير وحشرات التهمت حق الشهيد وأهله مستغلين ذروة الحرب وما تفرزه من فوضى وتخبط، لكن يومكم سيأتي عاجلاً أم آجلاً وعندها لن ينفعكم الندم.

 

مضر خيربك

مدير شبكة إليسار نيوز الإخبارية


إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع إليسار نيوز الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها


عدد المشاهدات: 5940