الأخبار |
|
الرئيسية أقلامنا |
تغريد علي ريشة
مدير مؤسسة إليسار للإعلام والنشر
قد يقول قائل إنها عبارة متشائمة، وقد يذهب البعض للقول: إنها دلالة اليأس وعدم الإيمان، وربما وصل البعض الآخر إلى حد الاتهام بعدم الوطنية، وغيرها من التهم التي راجت الآن في الجلسات، وحملات الفيسبوك وإخوته وأخواته.
لكن لماذا لم تغيّرنا المحنة؟
لأننا ببساطة نزعنا أقنعة الحضارة وتحولنا إلى ساديين ننظر بلا مبالاة للعنف والدمار، وقد نستمتع بصور القتل والأشلاء، ولأننا نبحث عن ثارات الجاهلية بدل التآخي الذي حضنا عليه الإسلام وفرضه.
كما أننا نهرب من المسؤولية فيما يحدث ونحمِّل الأزمة كل المساوئ التي نختزنها في ذواتنا، والتي وجدت الفرصة المناسبة للخروج في ظل هذه المحنة التي أطلقت العنان للحيوانية التي فينا.
ترى ما هي الأسباب؟ هل أدعي القول بأنها جملة من الأسباب، وأبرزها إلى جانب الفساد والسعي للثراء، والكسب السريع، هو أننا توجهنا نحو الهمّ القومي وأهملنا زوايا معتمة محلية قُطرية كانت تنمو كالفطور، أو لأننا أهملنا التربية الدينية المتنورة وأخرجناها، أي علامات التربية الدينية من معدل الانتساب للجامعة، فأهملها الطلاب في الدراسة وغيرها.
إذن ما الذي منعنا من تدريس الأجيال ممن هم في سن المدرسة مسلمين ومسيحيين كل الأديان وجميع المذاهب، لأن الكتاب المدرسي ذو تأثير في وجدان الطالب والمدرِّس الأكثر صدقية لديه.
لماذا لا يتعرف الطالب في درس الديانة على المذاهب الإسلامية والفِرق، والكنائس المسيحية من غربية وشرقية وما يتبع لها ما يصح أن نسميه فِرقاً ومذاهب.
لماذا لم يقرأ الطالب عن محاكم التفتيش وحكم الدين في عصور الظلام في أوروبا ليقارنها بما يشابهها الآن من تكفيريين ووهابيين ومرتزقة.
هل كان يضير الطالب أن يتعلم أن المسيحية بكل كنائسها من سورية، والمسيحي ابن سورية، وحضارة الغساسنة تدل على ذلك كما تدل كنائس معلولا وأخواتها، وتسميات المدن السورية: دير الزور – دير عطية – دير البشل – دير حافل – دير سلمان – دير بعلبة – دير قانون.
ليقرأ المسيحي في مدرسته عن أخبار مريم في القرآن، وليتعرف المسلم على فقرات الإنجيل التي تلتقي مع القرآن في الحض على المحبة والتسامح والعدل، وسيرة الراهب بحيرة الذي بشَّر بالنبي محمد.
لماذا...؟ ولماذا...؟ ولماذا...؟ كلها أتركها للقادم من الأيام ولما ما بعد انتصارنا على ذواتنا، وعندها نقول لقد تعلمنا من المحنة، لأن سورية لنا ويجب أن نحافظ عليها مسلمين ومسيحيين، وحينها لن يضطر مهندس آخر مثل نزار حسن مع زوجته المهندسة ميسون محلَّا لفتح صمام أمان قنبلة لأنها أرحم من وحوش بشرية تدخل إليهم لتشبع دماً.
عدد المشاهدات: 4135 |