الأخبار
سياسة: الكرملين يرجح إمكانية عقد لقاء جديد بين بوتين وبايدن قبل نهاية العام قاضي التحقيق بانفجار مرفأ بيروت يجدد طلب استدعاء وزيرين سابقين أحدهما حليف لـ"حزب الله" لافروف: الوضع في أفغانستان ليس مستقرا لكن لا بديل لتوزان القوى الحالي في المستقبل المنظور الخارجية السورية: سورية ستواصل مكافحة الإرهاب على أراضيها ارتقاء 14 شهيداً في تفجير إرهابي بحافلة مبيت عسكري عند جسر الرئيس بدمشق اقتصاد: رئيس الوزراء البولندي: أوروبا على شفا أزمة طاقة كبيرة روسيا ثاني أكبر موردي النفط إلى الصين وزير النفط العراقي يكشف عن توقعاته لسعر برميل النفط في 2022 لبنان.. ارتفاع أسعار المحروقات بشكل جنوني تراجع النفط مع جهود الصين لاحتواء أزمة الفحم محليات: مذكرة تفاهم لإنشاء مركز وطني في بحوث الأرصاد الجوية وفيزياء الجو والفضاء القبض على مروجي مخدرات بريف دمشق وزير الداخلية: سنلاحق الإرهابيين الذين أقدموا على جريمة تفجير المبيت أينما كانوا الحرارة أدنى من معدلاتها والجو بين الصحو والغائم جزئياً بشكل عام ارتفاع طفيف لمؤشرات خطورة انتشار الحرائق في غابات شمال غرب سورية منوع: مستخدمو الإنترنت يعثرون على "جزيرة غامضة" وسط المحيط في خرائط "غوغل" منافس جديد لسيارات كيا وهيونداي يغزو الأسواق قريبا موقع ذا فيرج: فيسبوك تعتزم تغيير اسمها وجبة خفيفة يمكن أن تخفض ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول صلاح يحطم رقما تاريخيا في دوري الأبطال






Advertisement




استطلاع للرأي

 لايوجد حالياً عمليات استبيان للرأي

الاستفتاءات


 الرئيسية تقارير إخبارية 

عمر البشير بين الانقلاب والانقلاب المضاد!

الخميس, 11 نيسان, 2019


سجّل عمر حسن البشير نفسه باعتباره صاحب أطول فترة حكم في تاريخ السودان، حيث وصل إلى السلطة عبر انقلاب عسكري في 30 حزيران - ﻳﻮﻧﻴﻮ 1989، وغادرها بنفس الطريقة بعد نحو 30 عاماً.

بدأ مشوار البشير العسكري بتخرجه من الكلية الحربية في عام 1967، وعززه لاحقا بحصوله على شهادتي ماجستير في العلوم العسكرية والقيادة والأركان عامي 1981 و1983.

وتقول سيرة البشير الذاتية الرسمية، إنه شارك في حرب عام 1973 على الجبهة المصرية، وتولى عدة مناصب عسكرية رفيعة داخل الجيش.

وصل البشير إلى السلطة وأصبح رئيسا للجمهورية بواسطة انقلاب عسكري دٌبر بالتعاون مع الجبهة الإسلامية القومية بقيادة حسن الترابي عام 1989 وكان يحمل حينها رتبة عميد.

وتقول سيرته الذاتية إن البشير الذي ولد عام 1944، انتمى للحركة الإسلامية السودانية في فترة مبكرة حين كان طالبا في المرحلة الثانوية.

كما تولى منصب رئيس ما سمي بـ"مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني" من 30 حزيران - يونيو 1989 إلى 16 تشرين الأول - أكتوبر 1993، وانتخب لاحقا رئيسا للجمهورية وتولى أيضا رئاسة حزب المؤتمر الوطني الحاكم.

من بين أهم المحطات في مشواره السياسي على مدى ما يقرب من 30 عاما، التوقيع عام 2005 على اتفاق سلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان المتمردة في جنوب البلاد بعد حرب ضروس استمرت أكثر من 20 عاما.

وفي ضوء هذا الاتفاق انفصل جنوب السودان، وأصبح بلدا مستقلا في 9 تموز - يوليو عام 2011، بعد إجراء استفتاء بهذا الشأن نال موافقة ما نسبته 98.83٪ من الأصوات.

إلى ذلك، تعرض البشير لملاحقة طويلة من قبل المحكمة الجنائية الدولية منذ أن صدر أمران بالقبض عليه، الأول في 4 آذار - مارس 2009، والثاني في 12 تموز - يوليو 2010 بتهم جسيمة، منها ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في إقليم دارفور.

على الرغم من مثابرة المحكمة الجنائية الدولية وإصرارها على ملاحقة البشير والضغط للقبض عليه ومحاكمته، إلا أنه تمكن من الإفلات وظل بعيدا عن قبضتها، إلا أن الخطر في نهاية المطاف جاء من داخل السودان بموجات متلاحقة من الاحتجاجات الشعبية على خلفية أزمات اقتصادية ومعيشية متلاحقة.

عاند البشير طويلا التظاهرات ضد نظامه وحاول الصمود في وجهها بمختلف السبل، بل وبدا أنه أفلت من رياح حقبة "الربيع العربي" وتوابعها، إلا أن دبابات الجيش السوداني، أنهت مشواره السياسي اليوم، بنفس الطريقة التي وصل بها إلى سدة الحكم قبل نحو 30 عاما.

ما مصير البشير بعد إزاحته عن السلطة التي وصل إليها قبل 30 عاماً على ظهر دبابة؟

أنهت احتجاجات شعب السودان حكم عمر حسن البشير الذي وصل إلى قصر الرئاسة قبل 30 عاما على ظهر دبابة، وها هو يخرج منه اليوم على ظهر دبابة أيضا، ولكن إلى مصير مجهول.

فطوال 30 عاما، حكم البشير بلده مترامي الأطراف منفردا، فانقسم البلد إلى سودانين في عهده واستند إلى دعم "الإخوان المسلمين" ممثلين بالشيخ حسن الترابي، الذي وفر له الغطاء الأيديولوجي للحكم ولتسليم الثائر العالمي كارلوس لفرنسا.

لكن الترابي نفسه عاد وذاق مرارة طعم البشير، ومات وهو على قطيعة مع الرئيس الذي سار وراءه.

وانفرد البشير بالحكم بكل ما للكلمة من معنى، إذ أسكت الأحزاب السياسية وحولها إلى مومياوات، وشكل حزب المؤتمر الوطني، إطارا وحيدا للسلطة.

واستكمل حروب الجنوب وأنهاها بقبوله الانفصال بين الشمال والجنوب، استرضاء للغرب كي يصرف النظر عن تنفيذ مذكرة الجلب الدولية بحقه بعد إدانته بارتكاب جرائم حرب في دارفور.

تلك كانت حرب إبادة شنها رجال البشير من "الجنجويد" وراح ضحيتها أكثر من مليون قتيل وملايين المشردين. ومع قبوله صاغرا برغبة الغرب في إنشاء دولة مستقلة في جنوب السودان، ظل المشير يتنقل في طائرته بحرية دون أن يعترضه معترض.

لكن دور البشير انتهى على ما يبدو، وبدأ يفقد أصدقاءه على الساحة الإقليمية، بعدما تركه أعداؤه لمصيره.

هو تنقل في التحالف بين قطر والسعودية وأرسل قوات إلى اليمن لتشارك في التحالف العربي الذي تقوده الرياض لمقاتلة الحوثيين.

وفي فترة سابقة وثق علاقاته بالدوحة وعبرها استأجرت تركيا جزيرة سودانية لتقيم عليها مشاريع استثمارية.

وقبل ذلك أقام البشير علاقات ممتازة مع إيران، وكان متهما في مرحلة بتسهيل دخول السلاح الإيراني إلى قطاع غزة عبر ممرات للتهريب في البحر الأحمر، وأغارت إسرائيل على قوافل داخل الأراضي السودانية بحجة أن وجهتها غزة.

لكن الثابت في علاقات البشير الإقليمية أنه لم يكن خلال فترة حكمه على وئام تام مع مصر وفي ساعات التوتر كان يبرز النزاع الحدودي على مثلث حلايب.

والبشير متهم بالتواطؤ مع إثيوبيا في قضية سد النهضة الذي تعتبر مصر أكبر المتضررين منه وكانت على الدوام هناك مراحل مد وجزر في العلاقات السودانية المصرية خلال حكم البشير.

ومن المهم التذكير بأن البشير قاد الانقلاب عام 1989 في فترة كانت الحكومة السودانية المدنية تتقارب مع مصر، وتردد آنذاك أن انقلاب البشير كان يهدف كذلك إلى منع التقارب بين السودان ومصر.

والجميع يذكر اتهامات الرئيس المصري السابق حسني مبارك لنظام البشير بإيواء الجماعات الإسلامية التي شنت حرب استنزاف على مصر في التسعينيات من القرن الماضي.

ونجا نظام البشير من موجة "الربيع العربي" في عام 2011، بفضل الدعم الخليجي له لكن ذلك تغير في الأعوام الأخيرة وبدأ البشير يعاني عزلة سياسية واقتصادية، انتهت باحتجاجات شعبية تطالب بتنحيه.

ومع اتساع حركة المعارضة الشعبية التي لم يردعها إعلان حال الطوارئ ولا التغيير الشكلي في أسماء الوزراء وحكام الأقاليم، تحرك الجيش ليقدم البشير كبش فداء، في محاولة لاستمرار المؤسسة العسكرية في الإمساك بالحكم.

ولذا فليس من قبيل الصدفة أن يواصل المتظاهرون اعتصامهم أمام مقر قيادة القوات المسلحة في الخرطوم، ويطالبوا بتسليم السلطة للشعب وبحماية الجيش لهم من قمع الشرطة.

والسؤال الآن ما هو مصير البشير؟ الذي لن يكون ضيفا مرحبا به في الخارج، هذا إلا إذا كانت هناك "صفقة" تتضمن قبوله بالتنحي مقابل تأمين ملاذ آمن له في السعودية مثلا التي استضافت سلفه جعفر النميري قبل أن تقبل باستضافة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، في حين من المستبعد أن يستضيفه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وبين الخيارات الأخرى المحتملة، إقدام الجيش على اعتقال البشير وتقديمه للمحاكمة داخل البلاد على طريقة ما حدث مع مبارك.

أما أسوأ السيناريوهات فهي تلك التي قد تحمل رفاق الأمس على تسليم البشير للمحكمة الدولية تنفيذا لمذكرة الاعتقال بحقه.

البشير الآن أمام سيناريوهات سوداء أحلاها مر، فهل يواجه مصير بن علي أو مبارك أم يلقى مصيرا مشابها لمصير معمر القذافي وعلي عبد الله صالح؟ هذا ما سيكشف عنه الآتي من الأيام.

تقارير إخبارية


إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع إليسار نيوز الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها


عدد المشاهدات: 1881