طاقم طائرة الموت التي ألقت القنبلة الذرية على هيروشيما وقتلت ما يصل إلى 140.000 شخص في هيروشيما وحدها.أرسلوا جميعاً عقب هذه العملية بشهور إلى العيادات النفسية التابعة للجيش الأميركي وتولت هذه العيادات النفسية غسل عقولهم وتطهيرها من آثار تأنيب الضمير.وسرحوا جميعاً من الخدمة العسكرية بعدها مباشرة فيما عدا شخصين اثنين بقيا يخدمان في سلاح الجو الأمريكي هما الوحيدان من بين أفراد الطائرة اللذان لم يبدو عليهما أي ندم على ما فعلوه.

الكاتب الانكليزي " دافيد انجلش" تعقب طاقم طائرة الموت التي قذفت القنبلة الذرية على هيروشيما تعقبهم واحداً واحداً وسافر إليهم وتكلم معهم وكتب يصف مصيرهم فلقد لاحقتهم جميعاً لعنة هيروشيما..

ايثرلي ضابط الأرصاد الجوية الذي أفتى قبل الكارثة بدقائق بأن الجو صالح لضرب هيروشيما بالذات, فقد عقله بعد الواقعة وقبض عليه في تكساس وأودع مستشفى الأمراض العقلية.

روبرت لويس مساعد قائد الطائرة أصيب بحالة هستيرية تلازمه في كل حركاته وسكناته فقد صرح قائلاً: إنني عند إسقاط القنبلة رأيت المدينة بأكملها تختفي وصحت قائلاً : يا إلهي ما الذي فعلناه؟.ولما دعي لزيارة هيروشيما ليرى ما أحدثه فيها رفض ومكث ثلاث ليال بعدها يبكي بكاء هستيرياً لا ينقطع, وتوفي عام 1983 بسكتة قلبية عن عمر ناهز 65 عاماً.

بيرنز المهندس الالكتروني حاول أن يهجر ديانته اليهودية إلى المذهب الكاثوليكي ثم إلى البروتستانتي لكنه لم يجد قسيساً يضمن له الجنة, فانتهى بأن خرج من دينه اليهودي ولم ينضم إلى دين من الأديان.

 روبرت شومارود الذي كان يعمل مساعد مهندس, ظل ثلاث سنوات كاملة يصرخ في نومه: السحابة.. السحابة.. ثم توقظه زوجته والدموع تملأ عينيها, وبالرغم من ذلك صرح شومارد قائلاً: إنني لا أشعر بالفخر إطلاقاً لما قمت به ولكنني فخور باختياري ضمن الفريق الذى وكلت له تلك المهمة الخطيرة.

تيودور فان كيرك ملاح الطائرة الأمريكية كان قد تماثل للشفاء من كابوس مماثل ولكن حدث أن عرض التلفزيون الأميركي برنامجاً عن ضحايا هيروشيما, فعاد إليه الانهيار العصبي ولم يشف منه وحدث أن زار أميركا بعض اليابانيين الذين نجوا من قنبلة هيروشيما, فسعى ”فان كيرك” إليهم وكان يتمنى أن يشتموه أو يصفعوه ولكن الذي حدث أنهم قالوا له أنهم يسامحونه, فازدادت وطأة العذاب عليه.

ريتشارد نيلسون وهو أصغر ملاحي الطائرة سناً والذى أصبح رجلاً شارد العينين زائغ النظرات يعاني كثيراً من خطابات الشتائم مجهولة المصدر التي تصله.زوجته يضنيها الأسى وتقول لكل من يقابلها: إن شبح هيروشيما لا يزال يطارد روحه! توفي عام 2003 نتيجة إصابته بسرطان الرئة عن عمر ناهز 77 عاماً

 بارسونز العالم الذي ركب الجزء الذري الفعال في القنبلة صرعه التفكير فمات.أما مساعده موريس جيبسون فقد تركته زوجته هو الآخر, وقالت إنها لا تريد أن تعيش مع قاتل، وعاش وحيداً في نيوجرسي ورفض أن يتكلم عن أي شيء له صلة بالذرة. أما يارسونز فظل يباشر عمله حتى وافته المنية عام 1953عقب إصابته بأزمة قلبية عن عمر يناهز 52 عاماً.