![](../../SD08/msf/1534858901_.jpg)
مازن جلال خيربك
زاوية "الكنز" - في صحيفة الثورة
يوم الأحد ١٩/٨/٢٠١٨
مهم هو عنوان مكافحة الفساد، وهو ضرورة في المرحلة الحالية أكثر مما سبقها لحفظ وتحصيل حقوق وأموال الخزينة العامة للدولة من جهة، وجبران خواطر المواطنين الصامدين الفقراء المتعبين المنهكين المفجوعين من حرب ظالمة إرهابية امتدت لسنوات ثمان وهم يشاهدون من لا يستحق من جبان ومتخاذل يرفل بالنعيم ويتنعّم بالملايين والمليارات.
ليس الفساد ملفاً هيناً للعمل ضده ولا سيما أنه شبكة يرعى الكبير فيها الصغير ويهمس فيها الصغير للكبير عن كل موطن يمكن أن يستفيدا منه، ولكنه ليس ملفاً مستحيلاً ولا سيما أن القيادة وجّهت، والحكومة استنفرت، والمواطن بات مؤازراً يجد من يسمعه ومنتظراً نتائج هذه الحملة أو أياً يكن اسمها.
المسألة أن الفساد لا يكون بالصورة المادية لوحدها بل له أوجه كثيرة فعندما يتجاوز رجل الشرطة ضابطاً كان أم فرداً الإشارة الحمراء أو يتحدث بهاتفه الجوال في سيارته لأنه المكلف بالمخالفات فهو فاسد، والصحفي الذي يحابي هذا وذاك حسب مصلحته أو يهدد بملفات يعرفها قد يكتبها قلمه إن لم ينل ما يبتغي فهو فاسد، والمحافظ الذي ينتقي من يسمح له دخول مكتبه حسب لون الشعر أو ماركة البدلة والساعة فهو فاسد، وكذلك حال الوزير الذي يحاضر في الوطنية بعجالة ليصعد إلى السيارة التي جاءته هدية فهو كذلك فاسد، بل حتى رئيس البلدية الذي ينتقي مخالفة بناء لمواطن دون آخر ويهدمها فهو فاسد.
الحل في اجتثاث الفساد وليس في مكافحته يبدأ من النفس ذاتها بمثوباتها وعقوباتها كون الفساد يكبر ليس مباشرة بل بقبول النفس به وتحديداً إدارياً فرفض المسؤول لأي خدمة تقدم له لكونها بوابة محتملة لشيطان الفساد هو اجتثاث وليس مكافحة، ورفض صاحب حيثية العمل لأي ميزة ولو كانت ركن سيارة في موقف لا يحق له هو اجتثاث وليس مكافحة، وعليه فالقضاء على الفساد يكون بداية في قدوة كل قطاع حتى يعتبر الصغير بالتزام الكبير وابتعاده عن مواطن (الاستفادة) وهو القادر على ذلك إن أراد.
أيضاً من مقالات الصحفي مازن جلال خيربك
إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع إليسار نيوز الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها